تيدكس نجد ، تجربة كانت بالفعل مذهلة كونه أول تيدكس يقام في مدينة الرياض ، منذ دخولي أعجبت بالتنظيم وهدوءه في ترتيب متطلبات تيدكس ومساعدتهم للآخرين ، الديكور الذي تمتع ببساطته وجماله في آن واحد ، المتحدثون الرائعون !

الجميع يسأل ، ما هو تيد ؟ وما لفرق بينه وبين تيدكس ! .. سأضع لكم رابط تعريفي عنه ” http://www.facebook.com/group.php?gid=81226835895 ” بإمكانكم الدخول على info وستجدون إجابات لكل أسئلتكم ، وذلك لأن التدوينة خصصت للحديث عن تيدكس نجد وليس عن تيد بشكل عام .

تم فتح التسجيل عن طريق الموقع الخاص بهم ” http://www.tedxnajd.org/default.html ” .. وبعد أيام من التسجيل تم إرسال التذاكر الخاصة للحدث للذين تمت الموافقة عليهم للحضور .. الحدث كان يوم الخميس الموافق 3/ مارس ، بالفعل كانت تجربة تستحق أن تتكرر العديد من الأيام ، فالحدث ببساطة أستطيع أن أصفه بأنه ” غير ممل ” حيث أن لكل متحدث وقت معين فيقوم بالحديث عن أهم النقاط الذي يظن بأن من يحضر الحدث قد يستفيد منها ، ومن هنا استطعت أن أصفه بأنه ” مُرَكّز ” ، أيضا أستطيع أن أصفه بكلمة ” بسيط ” ، حيث انه من وجهة نظري كلما أصبحت المعلومات الموجهة لمن أمامك بأسلوب بسيط وغير معقد كلما سهل من الطرف الآخر الاستفادة منها وفهمها مثلما تريد !

أول المتحدثين كانت ” إحسان الجهني ” صاحبة مشروع تواصي ، ” http://tawasi.ws/ ” .. تحدثت عن بداياتها وعن أفكارها التي لازمتها منذ أن كانت طالبة في المرحلة الثانوية ، أيضا أبهرت الجميع عندما قالت عبارتها ” كن كالسلحفاة ” ! وفسرتها بشكل جميل ، أيضا تحدثت عن 6 خطوات لقيادة مشروعك بشكل صحيح ( الاكتشاف ، التوقيع ، الإزعاج ، الالتزام ، التوسع ، التطور ) .

بعد ذلك كان المتحدث الثاني ” نبيل نقشبندي ” ، تكلم عن مهنة الصيدلة بشكل مذهل ، وفي النهاية تحدث بشكل بسيط عن تجربته في تعليق المباريات ، ” نبيل ” كان من الشخصيات التي تبين لك أهمية التشبث بحلمك أيا كان ، لأنه ببساطه سيتحقق ، إيمانك بأحلامك هو السبب الرئيسي لتحقيقها.

تلاه المتحدث ” عبد العزيز المزيني ” ، أوضح بالبداية لنا انه أول تجربة إلقاء له أمام حشد من الناس ولو انه لم يصرح بذلك لما عرفنا هذه الحقيقة ! ، شخصية تتمتع بحس الفكاهة وأوضح لنا من تجربته مع والده أن هناك من يكبرك سنا قد يرى فيك مالا تراه أنت ! ، أيضا تحدث عن كيف تفرض نفسك وموهبتك على مكان معين أو جهة معينة في مجال الإعلام ، وختم بجملة جميلة ” الذي يصنع أمة عظيمة .. الشغف “

بعد ذلك تحدث ” د.محمد السبيل ” عن تجربته في برنامج زراعة الكبد في المملكة العربية السعودية حيث أنه مر البرنامج بتجربته سيئة توقف فيها بعد ذلك ، وأنه بعد سنين من العمل قد تفوقت المملكة عن أمريكا في عمليات زراعة الكبد ، تحدث أيضا عن مفهوم التبرع بالأعضاء بشكل عام في المملكة وأنه هناك في مدن معينة في المملكة أعداد كثيرة من أشخاص متوفين دماغيا لا يستفاد من أعضائهم لأسباب عديدة أهمها الوعي ، أعجبتني فكرته في تغيير النظرة الخاطئة التي قد يكون تغييرها للأفضل هو نجاح لكل الدولة.

” فاروق الزومان ” ، كان حديثه بسيط جدا ومركز جدا ! ، تحدث عن المشكلة الحقيقية التي نواجهها وهي : العقل وحلها سيكون بـ تفعيل العقل ! وذلك يكون بطريقتين : السؤال ، القراءة . تحدث عن سلسلة جميلة وهي ( المعرفة – الادراك – الوعي – النهضة – الفلاح ) . ندمت كثيرا عن تفويتي لبعض المحاضرات التي أقامها فاروق الزومان .

” د.غانم الجميلي ” ، وهو سفير العراق بالمملكة وقد سبق له العمل في وكالة ناسا ، بالبداية تحدث عن معلومات تشد الانتباه عن الكواكب ، منها ” أن أعمارنا في المشتري تقاس بالأيام ! “. شدني بالفعل حديثه كوني كنت أحلم وأنا صغيرة أن أكون أول رائدة فضاء سعودية : D.

تلاهم العظيم ” مهند أبو ديه ” ، تحدث عن الاختراع السعودي وحقائق عنه ، منها أن هناك 800 مخترع سعودي ، 8 اختراعات فقط هي التي موجودة حاليا في السوق ! ، بعد ذلك أوضح لنا الخطوات التي يجب أن يعمل بها كل مخترع وتحدث عن حاضنة بادر واختتم بمقولة ” الاختراعات تغيّر العالم ، والاختراعات ماهي سهلة ! ” . وقد أشغل فتيلة الحماسة وفتيلة التنافس في الاختراع ، أتمنى جدا تطبيقها.

بعد ذلك تحدثت ” سارة بدير ” تحديدا عن نظرة الغرب لنا كـ عرب ، وقامت بالتحدث عن كيفية تغيير هذه النظرة عن طريق التشبث ببعض الأمور منها لغتنا العربية الفصحى والفخر بالعرب المسلمين. تميزت شخصيتها بالهدوء والسلاسة وطرح بعض التساؤلات في عقولنا.

تلاها المتحدث ” وائل العثمان ” ، بدأ بكفرة انه جميع الفلاسفة اتفقوا على شيء وهو ” أعلى درجات السعادة تأتي من العطاء ولا تأتي من الأخذ ” ، وتحدث أيضا عن أزمة الفاعلية للفرد وأن حلها يتمركز في كلمة ” قمقاع ” ، تتفصل في ( القناعات ، المهارات ، القدوات ، الاهتمامات ، العلاقات ) . كان متحدثا جيدا وتجربته في النادي ” عيش شبابي ” كانت بالفعل رائعة.

بعد ذلك صعدت المسرح ” جهاد الحميد ” ، تحدثت عن الأطفال وأهمية زرع المسؤولية لديهم لوجود طاقة هائلة تكمن داخلهم ، بعد ذلك تحدثت عن مشروع المتدربة الصغيرة وتشرفنا بمعرفتهن وصعدوهن للمسرح ، أيضا تحدثت عن مشروعها القادم وهو ” TEDx kids ” ، الأمر الذي تحمست بالفعل حضوره !

” هشام عباد ” الذي شاركنا فكرة مشروعه القادم وهو إرسال أول سعودي أو سعودية إلى سطح كوكب المريخ ! ، وعن كيفية العمل به وتهيئة البيئة المناسبة للمشروع .

بعده تحدثت ” بنان بكار ” عن ما يسمى بـ ” الذكاء العاطفي ” وأن العاطفيون يجب أن يكون لهم اهتمام خاص سواء بالشركات أو غيره. وأن العاطفيون هم الذين سيقودون العالم مستقبلا.

وكان آخر المتحدثين ” عادل ملاوي ” ، الذي يمتلك مجموعة خاصة للهارلي ، تكلم عن بداياته وطموحاته في جولاته في أوروبا ، وكيف استطاع أن يوازن بين هوايته وعمله وعائلته. حديثه كان هادئا وجميلا ، يقع في تفاصيله كيف تستطيع أن تجعل هوايتك تقودك للعالمية.

بالنهاية ، ظهر لنا من نظّم ” تيدكس نجد ” وهو طالب من جامعة الفيصل .. ” محمد الرزاز ” ، تحدث عن تجربة العمل والتنظيم في تيدكس نجد. بالنهاية صرح بوجود تيدكس الفيصل في الشهور المقبلة.

هنا سأبدي رأيي عن المتحدثين عامة ، البعض منهم لم تروق لي طريقة تقديمه وكأنه يقدم عرضا تعليميا أو بحثا ! ، أحببت منهم البسيط الملم بجميع كلماته ومعرفة طرق جذب المستمعون له ، أحببت منهم من يعمل بتفعيل نشاط عقلك أثناء حديثه ببعض من الكلمات الذي يقوم عقلك بدوره بتحليلها إلى أفكار جبارة !

التنظيم وترتيب أمور الوجبات الخفيفة كان جميلا ، مقاطع الفيديو الخاصة بـ تيد كانت رائعة ، ووجود فاصل انشادي وشعري كان مجددا لنشاط المستمعين لتلقي القادم ، إنها بالفعل تجربة مذهلة .. لم أندم عليها ، ولكنني ندمت كثيرا بأنني لم أحضر الكاميرا ! 😀